خبطتـان فى الرأس يوجعـو

two hits

تعصف بمنطقة االسوق الاوروبيه الآن أزمتان قويتان تثيران الجدل والنقاش على كافة المستويات السياسيه والاقتصاديه بين فعاليات منطقة التشنجن واليورو وقد ترتب عليهما عدم استقرار فى سعر اليورو الذى شهد هبوطا حادا و متواصلا فى سعر صرفه أمام الاسترلينى والدولار كما ترتب عنهما أيضا تفجر خلافات مستعره بين الزعماء الاوروبيين قد تؤدى بلا شك إلى إعادة النظر بالتعديل أو التطوير فى كافة الاجراءات والقوانين التى تحكم العلاقات السياسيه والاقتصاديه والنقديه التى تربط بين هذه الدول ، والأزمتان أو ( الخبطتان ) اللتان تعرض لهما الرأس الأوروبى مع نهاية العام المنصرم هما : –
الأولى هى الأزمه الليبوسويسريه
وتفجرت هذه الازمه خلال العام الماضى عندما قامت أجهزة الأمن السويسريه باحتجاز دبلوماسى ليبى يتمتع بالحصانه الدبلوماسية ومعاملته معامله لا تتفق والأعراف الدوليه وكان رد السلطات الليبيه على هذه المعامله أن تخلت عن التسهيلات التى كانت تقدم للمواطنين السويسريين عند دخولهم وخروجهم من الجماهيريه واعتقلت مواطنين سويسريين بحجة مخالفتهما للقوانين الليبيه ، وتعمقت جذور هذه الأزمة عندما قامت السلطات الليبيه بسحب أرصدتها من المصارف السويسريه واعتمدت إجراءات لمقاطعة البضائع السويسريه فى الوقت الذى تعمد ت فيه الصحافه والاعلام من كلا الجانبين فى تأجيج وتعميق الخلافات . واشتدت وطأه المواجهه بين الطرفين عندما أقرت سويسرا قانون جديد يمنع أو يحـدد ( علـو ) المآذن فى مساجد المسلمين بسويسرا ، واستغلت ليبيا هذا التصرف الطائش فى ( أسلمة ) أوتدويل الخلاف خاصة بعد أن أستغلت سويسرا الصلاحيات المخوله لها ( بموجب تشريعات التشنجن ) فأدرجت على القائمه السوداء عدد مائة وثمانيه وثمانون ليبيا .
وقد فجرت هذه الأزمه جدل ونقاش واختلافات طاحنه بين زعماء دول السوق الذين اعتبروا أن سويسرا قد تمادت فى حربها المعلنه على ليبيا وأنها ورطت معها الدول الأوروبيه فى هذا الصراع الثنائى الأمر الذى قد يفجر الصراع الدينى بين المسلمين ودول الغرب ، خاصة وان ما حدث فى الدنمارك عند نشر الصور المسيئه للرسول وما حدث فى فرنسا عندما ( منعت ) حرية التحجب لم تندمل جراحها بعد .
ا لأزمه الثانيه هى الأزمه الأوريونانيه
وتعود الأزمة اليونانية الحالية في جانب كبير منها الى تراجع الأصول وعدم مصداقية اليونان فى تدقيق بياناتها المالية وتراجع ثقة الجهات الدائنة تجاه آلية سداد ديون أثينا ورغم التحركات المتعددة الاتجاهات التي تقوم بها ألمانيا وفرنسا ومبادرات الاتحاد الأوروبي وورغما عن البيانات الحكومية اليونانية فان ثقة المتعاملين تضل ضعيفة في مصداقية خطط الحكومة اليونانية.وستفرض أوروبا إصلاحات نقديه قاسيه وطويلة المدى على اليونان التى تقدر ديونها العامه بأكثر من 60 مليار يورو جزء كبير منها لفرنسا والمانيا )، ولتدارك الخوف من انتقال تداعيات الازمة لدول أوربية أخرى مثل( اسبانيا ـ إيطاليا ، البرتغال ، ايرلندا ) سيتم عمل تنسيق دولى لتفادى هذه الازمه المرضية ، والأرقام المنشورة في الآونة الأخيرة داخل منطقة اليورو توحي جميعها سواء بالنسبة لوتيرة النمو او سوق العمل او ثقة الأوساط الصناعية ومناخ الاستهلاك بتدهور للاقتصاد الأوروبي وهو ما يفسر استمرار تراجع اليورو امام العملات الأخرى وتواصل مضاربة المتعاملين على تسجيل مزيد من المتاعب داخل منطقة اليورو. واي خطة انقاذ ستكون رهن تطوّر المناخ الاقتصادي العالمي بالدرجة الأولى ورهن قدرة منطقة اليورو على تجاوز الأزمة الحالية.
وأخيرا فإن الازمة الليبيه السويسريه والازمه المالية اليونانية كشفتا قصور منطقة السوق الاوروبيه التى تعاني من خلل يتمثل في غياب آلية مؤسساتية للرد على الأزمات السياسيه والاقتصاديه والنقديه وان منطقة السوق الاوروبيه ستواجه تحديات اكبر من الأزمتين المذكورتين .وربما ستؤدى هاتان الأزمتان ( أو الخبطتان فى الرأس ) الى كشف نقاط الخلل الجوهرية في آلية عمل الاتحاد الاوروبي الذي باتت قابليته للاستمرار امرا مشكوك فيه. والدليل على ذلك أن استطلاعات للرأي أظهرت أن غالبية الشعب الأوروبى يرى ضرورة إقصاء اليونان من منطقة اليورو إذا ما تفاقمت مشاكلها كما أن البرلمان الألماني أصدر فتوى قانونية تعتبر تقديم مساعدة لليونان غير جائزة قانونا. وإن ألمانيا لن تقدم أي مساعدات قبل أن تنفذ الحكومة اليونانية إجراءات تقشف اقتصادية إضافية. فى الوقت الذى قدم مجلس النواب الهولندي اقتراحا أيدته كافة الأحزاب يحظر استغلال أموال دافعي الضرائب الهولنديين في إنقاذ اليونان .
وبالنسبه للأزمه الليبيه السويسريه فقد اتضح أن آلية عمل التشنجن قد أوقعت الخلافات والإتهامات بين أعضائها وأن إعادة النظر فى أوتوماتيكية عملها أصبح أمرا مطلوبا من عدد كبير من الزعماء الأوروبيين حتى لا يتورطوا مستقبلا فيما هو أسوأ . وعلينا أن ننتظر ما تسفر عنه التطورات القادمه عن الكيفيه التى ستعالج بها أوروبا هاتان الأزمتان أو الخبطتان وقبل أن تتعرض ربما لخبطة ثالثه قد تكون قاتله