أنقذو سفارتنا فى اليونان

أفاد القائم بالأعمال الليبى باليونان فى كتاب عاجل له موجه الى وزارة الخارجية الليبية بأن ما يحدث في اليونان هذه الايام فيما يتعلق بموضوع الجرحي من الثوار الليبيين وصل إلى حد غير طبيعي و خرج ” طبقا لرأيه ” عن نطاق السيطرة… فعدد الجرحى والمرضى يتزايد باستمرار وتجاوز ال2000 مابين جريح ومريض موزعين ما بين العاصمة اثينا وعدد من المدن الاخرى مثل “سالونيك، كوزاني، لاريسا وجزيرة رودس بالقرب من الحدود التركيه”.

والمستغرب طبقا لخطاب القائم بالاعمال ان السفارة الليبية فى اليونان لا علم لها لا بحضور هؤلاء المرضى ولا بالكيفية التى تم بها توزيعهم على المصحات المتناثرة على خارطة اليونان مقابل ” كما أفاد ” عمولات و رشاوي، مؤكدا على ان السفارة لم توقع اي عقد مع اي مصحة و ليس لديها صورة لاي عقد موقع مع المصحات ولا عن ما تضمنته هذه العقود من شروط او التزامات و لا علم لها أساسا بالجهات المسؤولة عن توقيع هذه العقود مع المصحات هل هى وزارة الجرحى او هيئة الجرحى او وزارة الصحة او مكتب تسفير الجرحى بتونس.

والسفارة الليبية فى اليونان كما افاد القائم بالاعمال فى كتابه لوزارة الخارجية براء من كافة التعقيدات التى ترتبت على هذه العقود رغما عن توريطها فى كافة المشاكل التى ترتبت على ماتضمنته هذه العقود من شروط والتزامات وكذلك ما ترتب على عشوائية توزيع المرضى شرقا وغربا وشمالا وجنوبا فى كل انحاء اليونان وأوضح فى خطابه أيضا بأن السفارة الليبية تحولت الى صراف يدفع فواتير العلاج و المنح للجرحى أو ومرافقيهم بالاضافة الى كونها منشف ممتاز لكل الاخطاء و المشاكل المترتبة على هذه الاختيارات، وحملت الرسالة مسؤولية المشاكل التى يواجهها الجرحى والمرضى الذين تكدسوا فى اليونان الى كل من هيئة الجرحي أومكتب تسفير الجرحى في تونس الذى قام بالتسفير العشوائى لعدد مبالغ فيه من هؤلاء الجرحى والمرضى، ووجدو في اليونان “على راى الخطاب ” المنقذ الذى يخلصهم من عبء تحمل هذه المسؤولية فى تونس، دون أى اعتبار لما يترتب على هذه الخطوة من متاعب و مشاكل للغير و المقصود بالغير هنا السفارات الليبية بالخارج التي تحولت الى اوكار مشبوهة لازلام النظام السابق بفضل الحملات الاعلامية المشوهه التى تشنها بعض قنوات الاعلام الليبي الغير مسؤولة. وكذلك بعض النفعيين من المتسترين برداء الثورية، و فقدت السفارات الليبية فى الخارج احترامها عندما اتهم العاملين بها طبقا لهذه الابواق بأنهم من ازلام الطاغية و من المتسلقين و المرتشين و السراق و كل الصفات القذرة في الدنيا ووزارة الخارجية ” طبقا للرسالة ” أمام كل هذه الاتهامات والاعتداءات كأن الامر لا يعنيها ولا يهمها سلامة وكرامة موظفيها فى هذه السفارات الذين تعرضوا لابشع انواع الهجوم والسب البذىء ووصل الامر حتى الى حد التعدي بالضرب لبعض اعضائها من قبل بعض الغوغاء وكذلك التعدى على حرمة السفارة و تكسير مكاتبها و سرقة محتوياتها و ضرب العاملين بها و طردهم دون ان تحرك الوزارة ساكنا وكأن الأمر لا يعنيها. وأوضح القائم بالاعمال بالسفارة فى خطابه ” بأن العمل جار فى السفارة على مدار الساعة وأن الهواتف الثابنه والمحمولة لا تتوقف عن الرنين على مدار الساعه و الطلبات من الجرحى والمرضى والمرافقين لا تتوقف نهارا او ليلا، ووصول الطائرات المحملة بهؤلاء المرضى تتوارد على مطار العاصمة اليونانية – بعلم السفارة او بدون علمها – باستمرار… ودون توقف وتتفاقم المشاكل مع كل فوج يصل رغما عن العمل المتواص من العاملين بالسفارة ليلا ونهارا، الكل فى دوامه السفارة و المكتب الصحي. يعيشون الارهاق و التوتر المشاكل المستمرة و التعامل مع اعداد كبيرة من الجرحى بمواضيع مختلفة في ان واحد مقابل الكثير من التهجم و السب و الشتائم.. و لولا وجود اعداد كبيرة من الجرحى و هي الغالبية منهم من الوجوه الطيبة و النفسيات السمحه التي تمسح تعب العاملين بالسفارة و تخفف من همومهم ومعاناتهم وتشد من ازرهم و تصبرهم لترك هؤلاء السفارة والعمل بها مفضلين الرجوع الى ارض الوطن مع اول رحلة للجرحى،.. وأفاد القائم بالاعمال فى خطابه الذى يقطر الما واسى أن ترك العمل في هذا الوقت العصيب الذي تمر به ليبيا يعتبر جريمة رغما عن ان الاستمرار في العمل بالسفارة تحت هذه الظروف هو بمثابة انتحار، وبأنه شخصيا قد تعرض الى كل ما هو سئ و مشين من الاعتداء و السب و الاتهام بكل الجرائم السياسية و الاقتصادية و الاخلاقية و الكثير من المكائد و الفتن و التشهير به وبطاقم البعثة من قبل بعض النفوس التي تريد استغلال المرحلة باحداث الفوضى و البلبلة جريا وراء الاستفادة

والمعروف ان السفارة الليبية فى اليونان لا يتواجد بها الا اربعة من العاملين على راسهم القائم بالاعمال بعد مغادرة السفير يتحملون بكل صبر ووطنية وشجاعة عبء ارضاء ومعاناة اكثر من الفى جريح موزعين عشوائيا على كل المناطق فى اليونان ناهيك عن الرهط الكبير من المرافقين الذين يتوزعون ايضا على فنادق 5 نجوم ولا يعجبهم العجب ولا الصيام فى رجب وتحول جزء منهم أيضا الى مرضى (منتهزين الفرصة) لاجراء عمليات تجميلية على الانوف والآذان ولولا تعاون ابناء الجالية الليبية من المقيمين في اليونان مع طاقم السفارة لحدثت مآسى مؤلمه باليونان نتيجة لفوضى استجلاب هذه الاعداد الكبيرة من الجرحى ومرافقيهم.