أوقــد النار بلحيته … ؟؟؟

 هـذا المقال أدنـاه  كتبتـه مع بدايـة شهـر مارس 2010 ( أى قبـل ثورة 17 فبراير  بعـام واحـد تقريبـا )  ونشـر على صحيفـة الوطـن  الليبيـة الألكترونية ، وهـو عبارة عـن نقـد لما قــام بـه مواطنـوا مدينة جدابيـا  ومنتسبى اللجـان الثوريـة بها  ، بحـرق للبضائـع السويسرية ، التى قامـوا بجمعهـا  من كافـة المحـلات والمتاجـر  بمدينة جدابيا ، ســواء عـن طريـق الرضى والتوافق أوعـن طريـق الإجبـار والتهديد ، معلنيـن التزامهـم  بتنفيـذ مـا ورد في خطـاب  رئيـس الدولـة بشـأن مقاطعـة البضائـع السويسريـة و محاربتهـا


نـص المقـال  

استرعى إنتباهى خبر عـادى ورود  ضمن حزمة من الأخبـار اليوميـه ، ربما طالعـه البعض  منا على صفحـات الصحف ، أو عبـر شاشات المرئيات … ومـروا به مرورا عابرا دون ان يوليونه أى اهتمام يذكـر ، ومفـاده أن مواطنى مدينة ” اجدابيا ” قامـوا بحـرق البضائع السويسريه إحتجاجا على مواقف سويسر العدائية  ضد الإسلام والمسلمين…. ورغــم إكبـارى وتقديـرى  ” لحميـة ونخـوة أخـوتى مواطنى مدينـة اجدبيـا  لنصـرة الإسلام والــذود عـن حياضـه ” ، إلا أننى كنت اتوقـع ،  وربمـا  كان من الأفضل  ، لو أنهـم  عبـروا عـن  غضبهـم وسخطهـم هـذا على سويسرا عبر  القيام بمضاهرات احتجاج او ماشابـه ذلك من وسائل التعبير …. ولكـن أن يكـون غضبهـم وتجاوبهـم مع الحـدث ضـد الدولـه السويسريـه ، بـأن نحـرق ” بضائعنـا وممتلكاتنـا ” التى هـى  ملكنـا وفى حوزتنـا ، والتى دفعنـا نحـن ثمنهـا ، ”  ويعلـم  الله كـم كلفنـا ذلـك ” مـن قـوت يومنا ، أو مـن قـوت أطفالنا  ، إلى الشركات السويسريه ، فكأننا بهـذا العمـل ، قـد قمنا بحرق ملابسنا التى نرتديها ، أو قمنا بردم لقمـة العيـش ” الخبـز ” التى دفعنـا ثمنها من عرقنـا ودمنـا  ودسنـا عليها فى التـراب بأ قـدامنا ،  أى  أنتقمنا من أنفسنا …بأنفسنا    

إن هذا التصرف فى رأى تصرف غير مبرر ، يتحمل ضرره أولا وقبل كل شئ ، المواطـن الليبى الذى  تطـوع  أو ربما أجبـر كـرها ، تحـت أى ظـرف من الظـروف ( الحماسيه ) على التسليـم أو التخـلى عـن هـذه البضائع ، ليتـم تجميعهـا  فى مكبـات من أجـل حرقهـا ، وكان الأولى  بعـد جمعهـا أن يتـم التبرع بها الى دور رعايه المسنين ، أو دور الأيتـام ، أو المعاقين ، أو التبرع بها للمصحـات العلاجيـه …أما أن نحـرق نحـن ( أرزاقنـا وقوتنا وأموالنا ) بإرادتنـا وبأيدينـا ،  فهذا لعمري أمـر مستغرب ، وغير مقبول على الإطلاق ، لأنه  – بصراحة – لن يضر  ” سويسرا ” بشئ بقـد ر ما  يلحـق الضرر بنا نحـن  ، ونكون بهذاالعمل  كمن ” أوقــد النـار بلحيتـه  

إن ما  يلحق الضرر بسويسرا  فعـلا أيها السادة ، دون بهرجـه أو ” عفجقة ” – ليس حرق ما استوردناه منها ودفعنا ثمنا غاليا له ـ  إنما هو مقاطعة  التعامل معها فى كـل المجالات بما فى ذلك مقاطعة  بضائعها  بمنع إستيرادها من قبل المجتمع الليبى بصفة خاصة والمجتمع  الإسلامى بصفة عامة  

ويذكرنى هذا االتصرف نوعا ما  بتصرفات  مشابهه  –  وإن كانت تختلف فى الأهـداف  –  تصدر فى بعض الأحيان عـن كبار التجـار والمنتجيـن والمصدريـن وأصحـاب المزارع فى أوروبـا أو أمريكا ، بحرق أو ردم كميات كبيـره مـن الخضروات أوالفواكـه أو الأسماك أو رميها فى البحـر احتجاجا على تدنى مستوى أسعارها فى الأسواق المحليـه أو العالميـه … وهـذا التصرف أعتبره تصرف أنانى ، لأنه ربما قــد يرفع الأسعـار عندهـم ،  ولكـن  ربما تكـون لـه نتائـج أفضــل  ” إنسانيـا وأخلاقيـا  ” لـو شحنت هذـه البضائع ( تبرعـا ) إلى الصومال أو الحبشه أو موريتانيا أو إلى أى من الـدول التى تواجـه شـح الغــذاء وتواجـه المجاعـات والجفـاف لتستفيد منها

 وعلى أى حـال …. هـذه مجرد وجهة نظــر رأيت  من واجبى أن اسطـرها وأن أنبـه لهـا ، فيما يتعلـق بقـراءتى لهـذا الخبـر الذى لا زلــت  بصراحـة مصـدوما لحـدوثــه

201722223231918UU-horz