تحـب تفهم اتــدوخ


دأبـت بعـض قنواتنا الفضائية المسموعه والمرئية منها ، وبعـض الصحف على إجراء مقابلات مع بعـض الشخصيات المختـارة من قبلها ، أو نشـر بعض التصريحات او المقالات التى يتعرض فيها هؤلاء الافراد ” المختارين ” بالسـب والتجريـح على الهــواء مباشـرة عبـر المرئيات او من خلال اعمدة الصحف فى عدد مـن المسؤولين لمجرد ان هــؤلاء المسئووليـن لـم يمكنوهـم من مقابلتهـم او اللقــاء بهـم أو لكونهـم قــد اصـدروا قــرارات او تعليمات داخــل نطـاق مؤسساتهـم لا تتفـق ” على رأى هـؤلاء ” والمصلحـة العامـة كمـا يـراها المتحدثــون أو المعلقون فى هذه المرئيات .
واذا كنـا نـؤيد الشفافيـة ونـؤيد الحـوار الديموقراطى مـن خـلال هـذه الشاشـات الصغيرة التى تدخل كل بيت من بيوتنـا وتعتبــر وسيلـة من وسائـل النشـر والإشهـار وكذلك من خـلال توزيـع هـذه الاراء والافكـارعبـر وسائلنـا الاعلامية الاخــرى . فْـإن شـرف مهنة الإعلام التى تعتبر السلطة الرابعة فى سلـم سلطات الـدول الديموقراطيـة يقضى بأن نضع القيود التى يجب ان تحد من تهـور واستغوال هذه السلطة واندفاعها دون ضوابط الى ما يسىء الى المصلحة العامة .
ان التبريرات التى تقدم من قبل بعض وسائل الاعلام بأنها غير مسؤولة عما يقـال او يذاع عبر شاشاتها المنتشرة او عبر أعمـدة صحفهــا من قبـل من يستضافـوا فى صالونـات هذه القنـوات او من قبل الكتـاب او الصحفييـن او المراسلين تبريرات غير مقبولـة وقانونا لا يعتـد بها ، ولا يمكن عن طريقها الهـروب من تحمل المسؤولية

وحتى وان سلمنا أنه من حق هذه الوسائل النقد وتقديم النصح والمشورة ، الا انه ليس من حقها اهانة المواطن او المسـؤول والقـدح فيه بما لا يتفـق ولا يتماشى وشـرف مهنــة الصحافــة او الإعـلام … والا فأيـن ميثـاق شـرف المهنـة …؟ …… والذى جعلنى أتطرق لهذا الموضوع هو الآتى

أولا : ما لمسته من خلال عدد كبير من المواطنين من تذمر واستهجان لتلك الحملات الإعلامية التى تم تبادلها بصورة عشوائية لـم تخـدم المصلحة العامـة وذلك فيما يتعلـق ” باقالة اواستقالة حكومة السيد الكيب ” وما اعقب ذلك من تخبـط فى التصريحـات وفى الهجومـات ، التى ضخمهـا الإعـلام الموجـه ، وساهــم مراسلى الوسائـل الاعلاميـة الغير أمناء ومنهم مراسل ” قناة ليبيا الاحرار” فى طرابلس فى نقل صور مغلوطة ومربكة ، بهدف الاثارة والتشهيـر ، مما أدى الى الوقيعـة بين بعض اعضاء المجلس الانتقالى وكذلك بينهـم وبين بعض اعضاء حكومة السيد الكيب، واستغـل بعض المذيعيـن وأشباههم الفرصة التى اتيحت لهـم لكى يطلـوا على الجماهير من خلال المذياع او التلفاز أو من خلال أعمدة الصحف لكى ” يفشوا غلهـم ” ويبثوا حقدهـم الشخصى فى الاساءة والتجريح لبعض الافراد او المسئولين بصورة مقـززة ومخلــة بشرف المهنة .

ثانيا : من ضمن هذه الحملات ، ذلك اللقـاء الذى اجرتـه قنـاة “العاصمة ” يـوم 28 /04 /2012 مـع أثنـان تحدثا باسم ثـوار مصراته أو جادوا ” بقصد او بدون قصد ” قاما بتلميع عدد من الشخصيات العاملة فى المجال الدبلوماسى التى ربمـا ارتبطـا بهـا بعلاقـة شخصية او برباط خـاص وهما ” الدباشى و قـدور وشلقـم ” وذلك ربما بهدف التلميع للدفع بأحدهم لتولى منصب وزيرالخارجية ، ومع تقديـرنا لهـذا الإطـراء والمديح الخاص الذى كالاه لهذه الشخصيات المعروفـة التى نعـزها ايضا ونقدرها ، الا أننا لا نرى ان يتـم ذلك على حساب النيل من سمعة زملاء دبلوماسيين آخرين أو مسؤولين فى حكومة الكيب أعطـوا وضحـوا هـم أيضا من أجـل ليبيا ومنهم بالتحديد وزيرى ” الصحة و الخارجية ” وهذا الأخير بالذات تعرض – للأسف – لسب وقـدح وتشهيـر جارح وغير مبرر وما كان يجب أن يمرر من خلال قناة العاصمة ، ولا اعتقد ان صاحب او ممول هـذه القنـاة الذى تربطنى به صلة معرفـة وصداقـة ، أو اى من مسئوليها ، من حقهم التهرب من تحمل مسؤلية هذا القـدح والتجريح الشخصى لمواطن ليبى أو اى من رموز السلطة او الحكومة ، والأغرب من ذلك أن احد الاثنين ممن اجريت معهما المقابلة ، وكانا ضيفيـن على القناة هـدد بغضب ” ونرفـزة ” بأسلوب واضح وصريح باللـجوء لاستخدام القوة لتصحيح مسار الحكومة التى لا يعجبه وزير خارجيتها ، ولا رئيس وزرائها ولا وزيرة صحتها
.
ثالثا : والأعجـب من كـل ذلك ان تطالعنـا مساء يـوم 30 / 04 / 2012 قنـاة ليبيا ” تى فى ” أى فى اليـوم التالى مباشرة بعـد هذا اللقـاء الذى أجرتـه قنـاة ” العاصمة” مع ثـوار جادو أو مصراته بلقاء مع احد مسؤولى الجرحى بايطاليا يشن فيه هجوم لاذع على السيد ” حافـظ قدور ” سفيرنا فى ايطاليا ويصفه بأقـذع الأوصاف ، وهى أوصاف ربما مبالـغ فيها وقـد تتفـق اولا تتفـق مع واقـع الأمر و تتضارب عكسيا مع مـا حـاولت تسويقـه قناة “العاصمة ” فى الاشاــدة بهذا الرجـل وبخدماتـه للثــوار.

وبصراحة عندما قارنت بين هذه الإسقاطات من قبل اجهزتنا الإعلامية وجدت نفسى فى حيرة ودوامة يعرفها جميع الليبيين اسمها ” تحب تفهـم اتدوخ ” .. وماذا يقـول الانسان فى اعلامنا عندما يصل الى هـذه الدرجـة مـن التخبط ومن العشوائية وعدم المصداقية
.
إن مثل هذه المؤسسات الإعلامية أيا كان شكلها او هدفها عندما تلجأ الى ان تلقى بالمسؤلية عن هذه التصريحات او هذا القدح أوالتشهير أوالتجريح – والتى ساهمت فى نشرها او توزيعها بين قاعدة عريضة من متتبعيها – على عاتــق المتحدث او كاتب المقـال لا يعفيها باى شكل من الاشكال من تحملها لهـذه المسؤلية ، وان اى تبريرات تطرح فى هذا السياق من قبل هذه الوسيلة الاعلامية سوف تكون غير مقبولة ، حيث ان هذه المؤسسات يجب أن تعمل مـن خـلال ميثاق ” شـرف المهنة ” وأن تكـون فى خدمة الجمهـور وخدمة المصلحـة العامـة وليس خدمـة مصالـح وتطلعـات وأهــداف من يديــر هـذه المؤسسات او من يستغلونها الاستغلال السىء الذى يخـدم المصالح أوالتطلعات الشخصية او الجهويـــة

والله الموفق لنا جميعا