فى البحـث عن عريس “للهجالــة


رواية ”الهجّالة” للكاتبة الصحفية والإعلامية
الجزائرية فتيحة أحمد بوروينة، رواية محبوكة تتطرق إلى موضوع ترمّل المرأة ومواجهة شبح النظرة الدونية لهذه المرأة من طرف أفراد المجتمع الذي تنتمي إليه ، طالما انها لم تجد العريس الذى يلمها ، وهي قصة طويلة بأسلوب سردي يصف حالة ومعاناة الهجالة.

وبالتأكيد الكثير منكم سمع عن المرأة الهجالة وهى المرأة التى تخلى عنها زوجها بالطلاق أو بالوفاة ( الأرملة  ) ويتم وصفها  فى ليبيا بهذا الوصف  حتى وان كانت ارملة الى ان يسخر لها الله زوج آخر ينفى عنها هذه الصفة الظالمة ويعيد لها وضعها الاجتماعى وحقوقها ، ولكن اذا ماحكم عليها القدر بعدم الزواج مجددا فستظل حاملة لهذا اللقب طيلة حياتها .

وهكذا هو حالنا اليوم مع وزارة ” الكيب ” التى اصبحت هجالة والتى طلقت من بعلها طلاقا بينا لا رجعة فيه الا اذا تم ” تعديل الدستور ” لكى يعيدها الى احضان زوجها ويضفى عليها الشرعية من جديد .

وبعد ان استعرض ولى امر الهجالة “المؤتمر الوطنى العام ” عدد من المتنافسين فى طلب يد الوزارة للارتباط بها تـم فــوز ابو شاقور ( بطريقة ما ) لكى يكون البعل المنتظرلهـذه الهجالة ، وبعد ان تأكـد أبو شاقور من فوزه فى هذا السباق انتهز فرصة الايام القليلة التى منحت له لتشكيل وزارته ” تجهيز عروسه ” وعرضها فى ثوب زفاف مقبول ينال الرضى والتأييد من قبل ولى الأمر و أيضا من  قبل معازيم الفرح وزوار المناسبة ، إلا أنه وقبل ان تتاح له الفرصة لعرض عروسه فى ثوب الزفاف فوجىء بما لم يكن منتظرا من ولى أمرها عندما رفض هذا الأخير جهده الذى بذله من ان اجل ان يظهر عروسه بالمظهر اللائق بها .... فقررأخذها من جديد الى صالون التجميل لمسح التجعدات والخدوش التى كانت قد شوهت منظرها ولعرضها من جديد على ولى الامر، عله يفوز هذه المرة برضاه ، وكان توقعه أنه فى هذه المرة قد وصل الى نقطة النهاية للفوز بعروسه نهائيا ولكن فوجىء وقبل ان يقوم بعرض عروسه فى حلتها الجديدة التى حولتها الى “عروس أزمة ” على ولى أمرها للفوز بالثقة ، بهجوم فوضوى من ابناء عمومة العروسة الذين اقتحموا منزل ولى الأمر فى غفلة من رجال الامن او ربما بموافقة منهم أو تواطوء تهتف وتصيح فى غضب بان  ( زواج ابو شاقور من الهجالة باطل …. باطل ….) تماما كما كانت تهتف الجماهير فى أحد الأفلام المصرية الدراماتيكية بأن  (زواج نعيمه من عويس …باطل ….باطل ) مطالبين بفسخ عقد الهجالة نهائيا من أبو شاقور.

وامام هذا التحدى الجديد من قبل مواطنى الزاوية أبناء عمومة العروس وجد معظم أعضاء المؤتمر الوطنى أنهم أمام ورطة وانهم مدفعون الى عدم الموافقة على البعـل الجديد الذى سبق وان اختير من قبلهم على سنة الله ورسوله ليكون زوجا وبعـلا صالحا لهذه الهجالة ، فانظموا الى الاصوات المنادية بعدم الموافقة عليه متعللين بانه فشل فى تنفيذ شروط التعاقد بينهم وبينه وأن الهجالة سوف تسحب منه رغما عن الموافقة المسبقة على الرمى بها بين أحضانه ….

والسؤال الذى يطرح نفسه الآن إلى متى تظل هذه الهجالة تنتظر البعـل المناسب …..؟؟؟؟ …الذى تتوفر فيه الشروط المطلوبة ….خاصة وان ولى أمرها متذبذب ومبعثر بين كثرة الاراء والضغوطات التى تمارس عليه من الداخل والخارج إضافة إلى كثرة عدد المتقدمين الراغبين فى الارتباط بها …. وهل سيتكرر نفس سيناريو هجوم المحتجين من جديد على حرمة المؤتمر الوطنى العام لعزل العريس المنتظر الجديد تحت نفس المبررات الغير منطقية والجهوية …. ؟؟؟؟… لنرى …. فالأيام فى بلادى هذه الأيام حبلى بكل التوقعات المؤلمة .