عـذرا أصحاب المعـالى…!!!

دعيت الى اكثر من لقاء وأكثر من منتدى واكثر من مؤتمر داخل بلادنا بعد ثورة 17 فبراير ولفت نظرى خلال كل هذه الملتقيات سواء كانت على مستوى اقتصادى او سياسى او تنظيمى…….. الخ ان اسلوب التخاطب أوالترحيب بالمشاركين او الضيوف من كبار المسؤولين عبر الخطباء او القاء الكلمات او المحاضرات اعتراه الكثير من التغيير من حيث استخدام العديد من عبارات التفخيم والتعظيم للترحيب بالمسؤول الليبى سواء كان فى منصب وزير او نائب او يحمل رتبة عسكرية كبيرة وهى عبارات او جمل اعتبرها شخصيا نشاز وغير مستصاغة وغريبة عن مجتمعنا وبيئتنا المتواضعه التى كان افرادها عندما يقابلون الملك ادريس رحمه الله لا يخاطبونه بصاحب الجلالة او صاحب الفخامة وانما كانوا يخاطبونه ياسيد ادريس او يا سى ادريس وهذه العبارات هى عادية ومتدوالة حتى بين افراد الاسرة الواحدة ولا تعنى التعالى او الرفعه وإنما تعنى التقدير والولاء لرب الاسرة… أما عبارات معالى…. معاليكم…. وياصاحب المعالى… فهى نشاز فى مجتمعنا ذو الفطرة البدوية وغير مقبولة على الاطلاق من قبل الشارع الليبى وكلما سمعتها من هؤلاء الخطباء او المحاضرين احس بكل صراحة بالغثيان ويصغر فى عينى قائلها أو من تفوه بها ولا يقتصر الامر فى استخدام عبارات التفخيم والتعظيم الممقوته هذه على هذه اللقاءات او المنتديات الفكرية او الاجنماعية او السياسية فقط بل ان العديد من مذيعى ومقدمى البرامج فى الفضائيات الليبية اصيبوا بعدوى هذا المرض اللعين (المستورد) فتجد الفرد منهم وقد اعتبرها نوع من المجاملة اللازمة للتخاطب فأذل نفسه بها فى لقاءاته مع كبار المسؤولين فيخاطبهم بكلمات التعضيم والتعالى وليتهم اقتـدوا بمذيعى المرئيات الأجنبية الذين غالبا ما يحترمون اعتزازهم بانفسهم وشخصياتهم عند مخاطبة كبار مسؤوليهم وبما فيهم حتى رئيس الدولة عندما يخاطبونه بلفظ “مستر برزدنت” فقط لا غير دون اى صفة من صفات التعظيم او التفخيم، بدلا من الاقتداء بالمرئيات العربية التى تلجأ – للاسف – الى عبارات (المعالى …..ومعاليكم ….ونيافتكم … وجلالتكم وفخامتكم … وسموكــم )

إن العدول عن عبارات التفخيم والتعظيم والتمجيد والتعالى لكبار المسؤولين افضل للاثنين (للقائل والمقول له) حتى لا يوقع كل منهما نفسه فى مغبة غضب الله عز وجل صاحب الاسماء الحسنى والانسان مهما علا فى منصبه او فى قدرته او فى ماله وسلطته يبقى مخلوق من ماء مهين ولا يجوز لنا ان نطلق عليه صفات تفرد بها الخالق تبارك وتعالى فهو صاحب المعالى والعظمة والكبرياء والجلالة والسلطان والسمو. وعن النبى صلى الله عليه وسلم أن الله يقول “العظمة إزارى والكبرياء ردائى فمن نازعنى فى وأحد منهما أسكنته نارى” وعليه وضمن هذا الإطار أدعـو الجميع الى عدم الإنسياق الأعمى وراء هذه الظاهرة السيئة فى مخاطبتهم للمسؤولين حتى لا تخلقوا لنا طغاة وفراعين جـدد… وعلى مسؤولى الدولة الليبية عدم القبول بهذه النعوت وأن يعتبروها نوع من النفاق والتزلف الممقوت وأن يرفضوها علنا فى كل مقام … وان يتواضعوا لله وألا يشاركوه فى أسمائه الحسنى وأن يتواضعوا للبشر الذين أوصلوهم الى سدة الحكم والسلطة….. ومن تواضع لله رفعه.