المطبــخ السياسـى ..

ظهرت الى الوجــود مؤسسة ( MEC ) التى يملكـها عــدد من الدبلوماسيين البريطانيين المخضرمين المتقاعدين الذيــن خدمـوا الدبلوماسيه البريطانية عنـدما كانــوا دبلوماسييــن محترفين بالجهــاز الحكومى للدولة البريطانية ثـــم – بعــد احالتهم على التقاعـــد – واصلـوا نشاطهم الدبلوماسى بحريـة شخصيـة من خلال نشاطهم الإقتصادى وعملهم كرجال أعمال دعما وسندا لتوجهات الدوله البريطانيه .
ويأتى على رأس هــذه المجموعـة الدبلوماسى المخضـرم ( أوليفـــر ما يلـــز ) الــــذى ربطتنى بــه عـلاقــة عمــل رسمي عنـد ما كنا كلا نـــا خلال السبعينات يشغــل وظيفة مستشار سياسى كل فى بعثته الدبلوماسيه بأثينا باليونان حيث نشأت بيننا خلال تلك الفترة علاقة عمل تم من خلالها وعن طريقها تصحيح العديد من المعلومات الخاطئـة لديه عــن ليبيا كما قمـــت بإهدائــه عــدد من المطبوعات والأشرطة الموضحة لهذه المعلومات والتى لازال يحتفظ بها للذكرى .
ثـم تقاذفتنا التنقلات الدبلوماسية وانقطعت الصلات بيننا ، وتشاء الصدف أن يعين هــو فيـما بعـد سفيرا لبلاده لدى الجماهيرية العظمى بينما ظللت أنا على حالى متنقلا كمستشار فى السلك الدبلوماسى الليبى . إلا أن تعيينه سفيرا لبلاده فى ليبيا لم يدم طويلا بسبب التوترات السياسيه التى أنتابت العلاقاتبين البلدين .
ومن غرائب الصدف أيضا أن يجمعنا اللقـاء مرة أخرى فى نفس العاصمة الأوروبية ( أثينـا ) فى التسعينات ولكـن هذه المره بدرجتين متفاوتتين فى سلم السلك الدبلوماسى فهو بدرجة سفير بينما لازلت أنا أراوح فى درجتى كمستشار ( وزير مفوض )، وهناك أبلغنى بالحرف الواحد أثناء حفل التوديع الذى أقيم له بمناسبة إحالته على التقاعد بأن لقاؤه السابق بشخصى فى السبعينات عندما كان مستشارا فى سفارة بلاده باليونان قـــد حفـزه وشجعـه فى أن يسعى لكى يكون سفيـرا لبـلاده فى الجماهيرية العظمى ،الا أن التطورات السياسية السلبية بين البلدين قد حرمتـه مـن مواصلة عمله السياسى فى ليبيا التى يحمل لها ولشعبها وقيادتها اعـزاز خـاص فى قلبه .
وكان آخـر لقـاء جمعنى بـه فى طرابلس بعــد احالته على التقاعد أثناء فترة تطبيع العلاقات البريطانية الليبية فى لقاء إقتصادى بريطانى ليبى مشترك بالفندق الكبير عندما عنـد ما حضر اليها ضمن وفـد اقتصادى مكون مـن كبـار رجـال الأعمال البريطانيين.كنت حينها لازلت أيضا أرواح فى درجة وظيفتى كمستشار باللجنة الشعبية العامة للإتصال الخارجى والتعاون الدولى .
وقــد سعـدت جـدا عندما علمت بأنه هـو ومجموعة من رفاقـه الدبلوماسيين السابقين فى الخارجية البريطانية قـد انتقدوا بشكل صريح وواضح سياسة بلادهم اتجاه الشرق الأوسـط وكذلك إتجاه ليبيا ووجهــوا مذكـرة رسمية بالخصـوص الى رئيس الوزراء البريطانى يحذرونه فيها مـن مغبة الإ نسياق وراء السياسة الأمريكية المنحازة ضـد العـرب والمسلمين ويطالبونـه بإعادة النظر فى هـذه السياسة .
وقـد ترتب على تحركهم هــذا أن تجاوب معهم عـدد من زملائهم من عقلاء الدبلوماسيين المتقاعدين فى أمريكا حيث وجـه عـدد خمسـون منهـم مذكـرة إلى الرئيس الأمريكى بوش ( الإبن الضال ) يحتجون فيها على التحيز الواضح للسياسة الامريكية فى الشرق الاوســط إلى جانب العدو الصهيونى .
ومن متابعة ما ذكرأعلاه يتضح أن هـذه المؤسسات الإقتصادية التى يملكها عدد من الدبلوماسيين المتقاعدين المخضرمين ( رجال الأعمال ) لعبت وتلعـب دور أساسى فى دعم وخدمة المصالح السياسية والاقتصادية لبلادهـم.
وخلاصة حديثى ضمن هذا السياق أن الجماهيرية العظمى فى إمكانها أيضا أن تستفيد من مثل هذا التوجه وأن تتعاون مع دبلوماسييها المتقاعدين من أصحاب الخبره وبما فيهم بعض من ورجال الأعمال حاليا لكى يشكلوا دعما وسندا إقتصاديا وسياسيا للدبلوماسيه الليبيه فى الخارج خاصة وأن الدبلوماسى الليبى المتقاعد الذى عركته الأ يـام واكتسب الخبرة الطويلة ( وأجزل العطاء للثوره وهى فى مهدها ) لازال فى امكانه أن يجزل العطاء وأن يلعـب دورا مهما ومؤثرا فى خدمة التوجهات السياسية والاقتصادية لبلاده بحكم علاقاته السابقة مع عـدد كبير من أصحاب القرار فى الدول الأجنبيه والذيـن يؤثرون حاليــا فى القرار السياسى والإقتصادى لدولهم .
ويا ترى هل إستفدنا نحن من خبرات دبلوماسيينا القدامى فى هذا المجال ؟؟؟ وهل تمكنا من توظيف قدراتهم وعلاقاتهم فى خدمة بلادنا … للأسف .. الجواب على ذلك… لا … وتم فقط إختيار مجموعه من الدبلوماسيين القدامى بطريقة عشوائيه فيها نوع كبير من المجامله الشخصيه لكى يكونوا فيما بينهم ما سمى بمجلس المستشارين أو كما يحلوا للبعض بتسميته ( بالمطبخ السياسى ) وهو مجلس شبه مجمد تركه معظم الذين تم ضمهم إليه فيما عدى نفر بسيط منهم لازال الحنين يربطهم بعملهم السابق رغم ما يتعرضون له من لا مبالاة وتهميش . وإنى لعلى ثقه من الأخ والزميل موسى كوسه وهو دبلوماسى محنك عرف عنه الجديه والإخلاص فى كل المواقع والمسؤليات التى كلف بها ، سوف لن يتوانى عن إيلاء هذا المقترح اهتمامه وعنايته . والله الموفق لنا جميعا