دردشــة فـى … البيضــه أم الدجاجــه ..

إذا كــان العالــم حتــى هـــذا التاريــخ لا زال يقــف عاجــزا حائــرا أمــام حــل لغــــز ( أيهمــا الأول البيضــة أم الدجاجــة ؟؟؟؟ ) فإننــا نواجــه اليــوم أيضـا وبنفـس الكيفيــة والظـروف حـــل لغـــز أيهمــا الأول الإدارة أم السياســه ؟؟؟ وهــل سبقــت الإدارة السياســة أم أن العكــس صحيــح …. ؟؟؟ وربمــا سيكــون الجــواب أكثــر تعقيــدا عندمــا تختلــط علينــا التطبيقــات العمليــه بمــا لا يتفــق مــع النظريــات العلميــه فــلا نستطيــع أن نفــرق أو نوحــد بيــن المفاهيــم التى تحكمهمــا …. فــلا نستطيـع أن نفــرق بيــن مــا هــو سياســة ومــا هــو إدارة وربمـا سيلتبـس الأمــر علينــا أكثــر فأكثــر إذا مــا حاولنــا أن نلجــأ إلــى البحــث عــن التعريـف النظـرى علـى ضـــوء الواقــع التطبيقــى لكليهمــا فهــل السياســة إدارة أو هــل الإدارة سياســة ، ومتى تكـون الإدارة سياسـة… ومتـى تكــون السياسـة إدارة … ؟؟؟ وربمــا لهــذا السبــب لجــأ الكتــاب والمحللييـن إلـى تجــزأة كــل مــن علــم السياســة أوعلــم الإدارة إلى أبــواب وفــروع وأقســام لكـى يسهــل التفريــق بينهمــا أو التعريــف لكــل منهمــا بمعـزل عـن المفاهيــم العامــه تحاشيــا للخلــط بينهمــا …فقسمــوا الادارة إلى ” ادارة دوليـة ومحليـة واقتصاديــه وكذلك إلى إدارة عامه أو ادارة أفـــراد أو شركــات ..إلـخ ” كما قسمــوا فــى نفــس الوقــت السياســة إلى سياسة عامــه و دوليــه أو إقليميــه أو إقتصاديــة أو إداريــه أو دبلوماسيـة أو محليـة وقامــوا بتفريـع هــذه التقسيمــات إلى شعــب وفئــات تنــدرج تحتهــا مواضيــع وتخصصـات أصغــر فاصغــر بهــدف الوصــول إلـى تعريفــات ومفاهيــم دقيقــة . لكــن رغمـــا عـن كــل هــذه الجهـود التى بذلــت لا أعتقــد أنهـــم نجحــوا فــى تجنـب هــذا الخلــط أو هــذا اللبـس أو هــذا ( التداخـل ) ســواء مــن حيــث الأسبقيـة …أيهمـا الأول….؟؟ أو مـن حيـث المفهــوم أو التطبيـق . وإذا مــا حولنــا أن نطبــق هـذه التقسيمات أو البحــث عــن تعريفــات أو مفاهيــم لهــا ارتباط بالواقــع المعــاش للمواطــن الليبــى داخــل بلادنـــا أو ربمـا حتـى للأجنبــى الــذى يزورنــا أو يتعامــل معنــا ســواء مــن حيــث الأولويــات أومن حيث التطبيــق أوالسلــوك أو ربمــا حتــى من حيث الفهــم العــام فستــزداد حيــرة علمــاء الإداره والسياســه أكثــر فأكثــر وسيــزداد الأمــر تعقيدا بالنسبة لهــم أمــام هــذه التفسيرات الجديــده والمبتكــره فى علم الإداره والسياسـه ، وستتلبــك الأمــور فينـــا ومــن حولينــا فــلا نستطيــع أن نصــف مــا يجــرى عندنــا فى ” بلادنــا فى كــل مؤسساتنــا ” هـل هــو إداره أم هى سياســة أم هـى سياسـه إداريه أو إداره سياسيـه أم هى ( شرمولــه ) بيـن البينيــن أم هـى لا هــذا ولا ذاك وعلى رأى المثــل ( مــن ليبيــا يأتــى الجديــد ) وبالتــالى ستــزداد حيــرة العالــم الـــذى يتعامــل معنـا ويقــف مشــدوهـــا أمــام هــذا الطــارئ الجديــد فــى علــم الإداره أو السياســة . وأن أكثــر وأكفــأ جهابــذة العالــم فــى التفسيـر اللغــوى أو التطبيقــى لمعانــى المفــردات فــى علــم سلوكيــات الإداره من أمثــال ” ماكـس فيبـر ” أو ” هنـرى فويــل ” أو ” فردريك تايلـور” والذيــن أجهـــدو أنفسهــم فى استنبـاط النظريـات لحــل معضلـة الإداره العلميـه أو تحديث الإداره ، لــو قــدر لهــم الحيــاه حتى يومنــا هــذا، ســوف يتخلــون بـدون شــك عــن كافــة أبحاثهــم فــى حــل لغــز الإداره العلميــه لكـى يتفرغــوا لإيجــاد الحلــول للغـــز الجديـــد الــذى أقتحــم علــم الإداره حديثــا فــى ليبيــا وســوف يقفـون حيــارى وربمــا عاجزيــن عــن التفسير لمــا يجــرى بعــد أن ( تلخبطــت ) عليهــم الأمــور أمــام صعوبــة الفهـــم أو التعريــف لهــذه الفوضـى التى ضربــت أطنابهــا علــى كــل المستويـات وفى كــل المؤسســات فتداخلــت فيهــا السياســه مــع الإداره والإداره مـع السياسـه …. ولــم نعــد نفــرق أيهمــا البيضــه وأيهمــا الدجاجــه …. ولا أريــد أن أضيــف أكثــر مـن ذلــك … والعاقل يفهــم … وخيــر الكــلام مــا قـــل ودل