محطتــان إستوقفتانى

بمناسبة مولد سيد الكائنات حبيبنا رسول الله عليه افضل الصلاة والسلام وبعد مراجعه دقيقه لسيرة حياته العطره استوقفتنى العديد من المحطات الغريبه والعطره التى ارتبطت بهذه السيره وصاحبتها إبتداء من مولده صلى الله عليه وسلم وحتى وفاته ، وقد رأيت أن أدون بمناسبة هذه الذكرى محطتين من هذه المحطات التى استوقفتنى تضمنتا حكم ربانيه متتابعه لكى نستقى منها نحن بنو البشر العبر و المواعظ وهاتان المحطتان ربما مررنا عليهما فى تجولانا عبر قراءتنا لسيرة الرسول الكريم مرور الكرام دون أن تستوقفنا كثيرا ما احتوته من حكم أو مواعظ ودون أن نجهد النفس فى متابعة الترابط بينهما وبين ما ورد ذكره فى القرآن الكريم من المواعظ أوالعبر.

وهاتان المحطاتان إستوقفتانى كل منهما على حده بما حوته من عضات وعبر ربانيه أريد بها أن تكون آيات بينآت لكل من تعمق فى البحث والإستقراء وكانت المحطة الأولى التى تشرفت بأن أقف فيها بكل اجلال واحترام هـى :

أن الرسول ولـد يتيمـا

أن اكرم الخلق ولد وعاش يتيما ومن هنا تتجلى عظمة الخالق سبحانه وتعالى فى أن يولد خير البشرو نبيه ورسوله الى الناس كافه يتيما لكى يزرع فى قلوبنا حب وعشق اليتيم والعطف عليه ولكى يضرب لنا المثل بأن اعظم انسان حملته هذه البطحاء وافتخرت بحمله بين جنباتها هو انسان ولد وترعرع يتيما لم يتذوق حليب امه أو دفء أحضانها ولم تشمله رعاية الاب أو حدبه ولكن قيمته عند خالقه لم تعادلها اية قيمه فبعثه هاديا ومبشرا ونذيرا لكل العالمين ومن هذه المحطة نستخلص العبره بأن من مبادئ ديننا الحنيف التى جاءت لنا عبر هذه المحطة هى نظره انسانيه واخلاقيه للعناية باليتيم بأن نعطف عليه وألا نظلمه وان نشمله بالرعايه والعنايه .

أما المحطة الثانيه التى استوقفتنى كثيرا لما احتوته من أقدار خطط لها بحكمة هى فوق مستوى تفكير البشر هى :

أن يكون الرسول أبـا لبنات

أن رسولنا الكريم لم يعش له من أبنائه الذكور الثلاثه القاسم و عبدالله ( وهما ابناه من السيده خديجه) وإبراهيم ( من السيده ماريه القبطيه ) أى أحد منهم فى الوقت الذى رزق فيه بأربعه بنات من زوجته الاولى السيده خديجه رضى الله عنها ( زينب – رقيه –ام كلثوم – فاطمه ) عشن له جميعا أثناء فترة حياته وتوفى ثلاثة منهن قبل وفات الرسول الكريم فيما عدا فاطمة الزهراء التى توفيت بعد وفاته بستتة اشهر تقريبا …أما باقى زوجاته فلم يلدن له ( لا ذكورا ولا إناثـا ) ، والحكمة هنا فى هذه المحطه أن أعظم الخلق وسيدهم أريد له لحكمة وعضه ربانيه أن يكون أب لبنات فقط من سيده واحده هى السيده خديجه فى مجتمع يتفاخر بعدد الأبناء الذكور ويحقد على الإناث ويقوم بتحقيرهن وحتى بدفنهن أحياء مدارة للعار ( وإذا بشر أحدهم بالأنثى .. ) وهنا فى هذه المحطة التى استوقفنى ما حوته من أقدار مخطط لها تتجلى لنا فيها وبها عظمة الخالق سبحانه وتعالى وحكمته فى انتشال المرأه ( المهانه ) من هوة الإحتقار التى اتسم بها المجتمع الجاهلى إلى مرتبة التشريف التى كفلها لها الإسلام والتى لم تحرمها من حقها فى التمتع بالحياه الكريمه وبالمساواه جنبا إلى جنب مع الرجل حيث شرف الرسول ببناته وتشرفن هـن بأبوته