هـم لا يتكلمون .. ولكن ينفـذوا

درجت دولة الكيان الصهيونى منذ انشائها على استخدام اسلوب الاغتيالات لتصفية الشرفاء والمناضلين الذين يعرقلون وجوودها او سياستها العدوانيه التوسعيه ومخطط الدوله العبريه فى التخطييط لتنفيذ عملياتها الاجراميه اصبح معروفا ومكشوفا امام الضمير العالمى ( المغلوب على أمره ) ودور ذراعها القذر جهاز الموساد الارهابى فى التخطيط لتنفيذ هذه العمليات يجد الدعم والمؤازره الماديه والمعنويه من دول الغرب الحانق على الاسلام وعلى راسهم الولايات المتحده الامريكيه . والموساد جهاز الامن الصهيونى المكلف بالتخطيط والتنفيذ للعمليات الارهابيه مكلف ايضا باستدراج ضحاياه باساليب تكتيكيه غاية فى السريه والغموض وغالبا ما يفاجئنا بعمليات الإغتيال أو التخريب سواء فى الخارج او بين ظهرانينا وتحت سمعنا وبصرنا وداخل حدودنا .وتقوم دولة القطعان بتنفيذ برامجها الاجراميه تحت غطاء من الهدوء والسكينه ودون ضجيج او زعيق او حتى تهديد مباشر أو غير مباشر وكأن الموضوع لا يثير اهتمامها فى الوقت الذى تعمل فيه على نسج مؤامراتها ونشر شباكها حول الضحيه المستهدفه بمنتهى الدقه والحذر حتى تتهيأ لها الفرصة المناسبه لضرب ضربتها وتنفيذ مخططها الاجرامى ودون ان تترك اى اثار للاتهام او التشكيك فيها وتلك هى سياستهم فى الوصول على تحقيق اهدافهم .
فما هى اذا سياستنا نحن للرد على هذه السياسة المتقنة التدبير والتخطيط .. ؟ هل سترقى الى نفس المستوى من الذكاء والتخطيط ام ستكون عكس ذلك تماما .. ومن المؤسف أن يكون الجواب سلبيا ومخيبا لما نصبوا اليه أو ننتظره فقد درجنا نحن عند ما نفاجأ بارتكاب الجريمه او الجرائم ان نرد على ذلك بسيل من التهديد والوعيد بالانتقام وبالتصريحات المجلجله وتظهر صور مسؤولينا وقياديينا يلوحون بقبضاتهم الفولاذيه ( آسف المطاطيه ) التى ترتفع على شاشات الاذاعات المرئيه أو تكاد تخترقها أو تضهر على اعمدة الصحف مهددة بالويل والثبور وعظائم الامور والانتقام الرادع الذى ينتظر الارهابيين الاسرائيليين او المتعاونين معهم الذين نفذوا العمليات الاجراميه ضد ابنائنا الشرفاء . ثم بعد ذلك تهدأ الامور وكأن شئ لم يحدث أو ان حدثت ردة فعل فلن ترقى الى مستوى الجريمه المرتكبه وغالبا ما ندفع ثمنها أضعاف مضاعفه من الخسائر أو الضحايا مقارنة بالضرر الذى الحق بالعدو .
والذى اريد ان أخلص إليه بعد أن فجعنا ( ربما للمره المائه ) بتصفية رمز من رموز النضال والمقاومه الفلسطينيه ( اغتيال المبحوح ) وما اعقب هذا الحدث المؤلم ( الذى حدث فى عقر دارنا وبين أخواننا ) من تصريحات ناريه ملتهبه صدرت عن القيادات الفلسطينيه وغيرها بالتهديد والانتقام أريد أن أطلب من هؤلاء ألا يكثروا من الزعيق أو التهديد أو الفرقعات الاعلاميه . وأن يكتفوا بالتنفيذ إذا كان فى مقدورهم ذلك ، نريدهم أن يتبنوا السياسه الصهيونيه التى تتكتم فى تنفيذ مخططاتها دون مقدمات من الزعيق أو النهيق أو قرع للطبول .. فنحن للأسف كعرب نتكلم كثيرا وقليلا ما ننفذ وهم – أى الصهاينه – لا يتكلمون ولكن ينفذوا . فهل هناك أمل فى أن نقتدى بهم فى هذه المزيه … أن نصمت … وأن ننفذ فقط …. ياريت